إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 30 يناير 2012

وتبقــى أعز ما أملك .. ؛


ســلامـ الله عليكمـ  ؛

آمل ان يكون الجميع بخير وبأفضل حال .. 
رغمـ جمود قلمي هذه الفترة الا انني أشتقت لهذه الزواية 

لأن " أوراق مبعثرة " المنتدى , أصبحت .." مؤرشفة "!
فكرت بأن أنقل بعض ما جاء بها هنا .. 
مع اضافة او تغيير لبعض الأفكار ..
لذا معذرة للأعضاء الذين سيشعروا بالتكرار
فـ الغاية الأولى هو حفظ بعض الكتابات ..


الآن سـأضع لكمـ " قصة قصيرة " يفترض ان تكون المشاركة الخاصة بي في المسابقة
لكن ( لاختلاف التاريخ ) أدى لعدمـ قبولها  !



*********





:: بسمـه تعـالى ::




لملمت حاجيـاتها ورتبت أغراضـها .. استعـدادا لليومـ الأول من الدراســة ...

شعـورمن الفرح كان يغمرها في الطريق .. ما إن وصلت المدرسة حتى تحول فرحها إلى خوف خيّمـ على قلبـها الصغير ! باكتظاظ الطالبات والمعلمات ..


ونوع من الغربة التي لمـ تعهدها قبلاً , فكل طالبة كانت برفقة والديها ..

ازدادت التصـاقا بوالدتـها , فقامت بدورها بالتوضيح لهـا ..
بأن هذا ما يحدث عادةً في اليومـ الأول من الدراسـة


وماهي إلا لحظـات حتى عرفت " زهراء " مقرّ فصلـها الدراسـي ..


انتظرتـها والـدتـها خـارجا , حتى ينتهـي اليـومـ الأول والذي غالبا ما يكون قصيرا , حتى يتسنى لها أن تـأخذ ابنتـها معـها ...

قرائتها للقرآن كسرت شيئا من حاجز الانتظـار الملل.. وما هي إلا لحظات حتى تناهى لها صـوت الطالبـات خارجات من فصلهنّ ..


لّوحت بيدها ما أن شاهدت زهراء والتي هي الأخرى بادلتـها بابتسـامة ..


-ما هي هذه الورقة التي تحملينها بيـدك يا زهـراء ؟!
-المعلمة أعطتنـا إياها وطلبت أن يتمـ التوقيع عليـها

وتابعـت :
ومن الذي سيقومـ بتوقيـعها يا أمي ..؟

-حتمـا أنا ..

صاحت زهراء بضيق واندهاش :

لكنـها قالت توقع من قبل ولي الأمر !!


-نعمـ , فأنا أحلّ مكانه في غيـابه ..

أشاحت بناظريها وكأن الإجابة لمـ تقنـعها ..

حتى تراءى لها الكثير من الفتيـات اللواتي يركبنّ السـيارة مع آبائهنّ ..

وشعـرت بأنهـا مختلفـة لكن كما في كل مرة لمـ تحب ان تفصح عن مكنوناتها ..


دقائق ويكون الغـداء جاهزا .. هكذا جاء صوا والدتها

-أمي !
-نعمـ يا حبيبتي
-أين هو والـدي ...

شعـرت الأمـ بغصـة حينما سمعـت هذا السـؤال ..

وقالت مجيبة :

مازلت تكررين نفس السـؤال ..
أمازلتِ لا تصدقين ما أقوله لكِ ..؟!

كانت زهــراء تعـيّ ما قالتـه لها والـدتها أكثر مما ينبغـي عن والـدها ..
بل كلما سمعـت عن قافلـة متجهـة إلى حيث والـدها ..

ألّحـت على والـدتها أن تذهب إليـــهمـ , تتـزود مما يمتلكونه من شفـافية , تسمـع منهمـ مبـاشـرة إلى أين هي وجهتـهمـ .. ؛
تبحـث في وجـه كل واحـدٍ منـهمـ شيئا يُذكّـرها بوالدهـا .. بل هو قاسمـ مشترك واحــد يتفقــون به ووســامـ يتقلـدونه فهو مصدر فخر لهمـ ولعوائلـهمـ .. ؛

تطلب منهمـ أن يخـبروا والدهـا بأنهـا نفـذت كل ما جاء في وصاياه بقـدر الشـوق الذي يقودها دائما إليه , وبقـدر الحنيـن الذي يأن في وطأة كل ليل !

فهاهي ملتزمة بحـجابهـا ,, مؤدية لفروض صلاتها في أول الأوقـات ,, بـارة لأمهـــا ....




بعـد أن خيّمـ ذلك الصمت في أركان منزلهمـ الصغير

توجهـت زهـراء إلى الصالة وأخرجت شريطا من بين أشرطة الفيديو لتضعه في الجـهاز ثمـ قامت بتشغيل التلفـاز, لتنظر إليه , ففي كل مرة تراه تشعر وكأنها المرة الأولى التي تراه ,وفي كل مرة تكتشف جانبا مشرقا مختلفا منه , كانت تحملق به وهو يوجه إليها كلمات الوداع ويوصيها بوصايا حفظتها عن ظهر قلب وتمثلتها بإخلاص وإصرار..

أطرقت برأسـها قليلا عندمـا رأت وجـه أباها وفرّت دمعـة من عينـها , وفجـأة رفعـت رأسـها بفخـر ..


فهـي الآن زهــراء ابنـة الشهيـد ..





تمت //

14 / 9 / 2011
3 am

*********



وكالعـادة وهنا تحديدا سـأرحب بـ انتقاداتكمـ وملاحظاتكمـ وأي شيء يخص القصة  ... 
أنا شخصيا لدى قرائتها الآن اكتشفت بعض الاخطاء !






الثلاثاء، 17 يناير 2012

" السعادة " جلباب لاحد له !



::  بسمـه تعـالى :: 





تعـددت الأقـوال والنظريات حـول مفهـومـ .." السعـادة " .. 
وكيف ومتى وأين يجـد الإنســان سعـادته ؛ ومع من ؟!

ورغمـ كثرة هذه المواضيع الا اننا مازلنا نتخبـط حول هذا المفهـومـ
وكأنه بات كـ السحر ليس من السهولة الوصول إليه , أو المُضي في ركبـه ... 


تارة يقـال .. " ان السعـادة في العطـاء والبذل ومسـاعدة الآخر " ...
 او من ناحية أخرى .." السعادة في ان تمنحها لا أن تملكها " ..!
ولا أشك في ذلك بالرغمـ من أننا لا نبذل او نسـاعد بالشكل الصحيح فـ غالبا ما تكون هناك مصلحة من ذلك 
فالمساعدة لا تكون بنية خالصة لله وحده !
وحتى عندما نبذل فنحن نقدمـ القليل والبسيط جدا .. وليس الأغلى على النفس ... 
والغريب أنه يحدث بداخلنا .. السعادة .. او هكذا ما نظنه  ..!

من زاوية أخرى لنفس المقولة السابقـة في حال لو عكسنـاها ... 
أصبحت أقرأ كثيـرا ( مؤخرا) في أن السعـادة في أن تقدمـ ذاتك أولا , وتمنحها ما تستحق .. بعد ذلك إلتفـت للاخريين !
حاول ان تجد الأمور التي تسعـدك أولا .. ركز على نفسك .. متجاهليين الآخر ...
قلت : لربما قصدوا ان لا يقـدمـ احدا على راحته وان لايضغط عليها من أجل الاخر ..

قالوا ان " السعـادة" .. في ان تقنع وترضى بما قسمه الله لك ..
وقالوا بإنه " ليس عليك أن تبحث عنها إنما هي بداخلك " ..

بخصوص هذه المقولة كثيرون من يظنوا بإن السعـادة هي في ممارسة شيء يحبونه 
بالتالي يشعرهمـ هذا بالسعادة  .. سعادة " مؤقتة " ..
حينما أكون مع صديقتي المفضله ...
حينما أكافئ نفسي بمشـاهدة فلمـ بالسينما ..
عندما انتظر بفارق الصبر الانتهاء من الامتحانات حتى أخرج من المنزل و ( اشمـ هوا )!
حتى ينتهي الدوامـ لأشعل سيجارتي ..!

كلها هذه الأمثلة ليست مع .. " ايجاد السعادة بداخلي " ..
فحينما أكون داخل " سجن " قد أشعر بالسعادة ..
وحينما أكون في " قصر " أشعر بقمة التعاسة ..

حتى حول هذه النقطة فالسعـادة ليست كافيـة ...
وان كانت منطقية وتحتاج الى برمجة العقل من جديد ..

حتى بالنظر الى الانسان السعيد أطلقت عليه بأن سعيـدا لان كل الظروف مواتيه له على الاغلب ...
في حين ان الآخر قد لا ينظر إليـه بنفس النظرة , فقد يجد ان هناك امور مهمـة غائبة عن حيـاته  .. 

لذا مفهومها متفاوت ومختلف .. وقد تختلف من مكان لآخر ومن زمان لأخر ..



آخر ماتوصلت إليه //   ... 
هو انه لمـاذا أٌشغل نفسـي بهذا الأمــر  .. 
فهل السعـادة حقـا موجـوده ..؟!
امـ هي شيئا ابتـدعوه .. للتغرير بنا .. 

ففي القرآن الكريمـ لما تذكر كلمة .. " السعادة " الا مره واحدة  فقط .. 
في الآية الكريمة ( واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ماشاء ربك ) ...

من جانب آخر  .. 
لماذا أرغب بها في حين أن أشرف خلق الله عانوا الكثير , وتذوق الويلات
هذا وهمـ من سـادة الخلق ...

فماذا عسـانا أن نكون نحن ... 
نسخط لأقل القليل .. ونجزع لأبسـط الامور ..
فمن نحن لنتكبر ونعلو في الأرض ...!

فحق كل واحد على هذه الأرض محفوظ وسيأخذه فلما التعجل او الاستنكار له .. 








أترككمـ في حفظ الله .. ؛




الأحد، 8 يناير 2012

.. " بنـات إيـــران " ..



:: بسمـه تعـالى ::





للوهلة الأولى لدى سمـاعي عن رواية " بنــات إيران " .. ربطتـها سريعـا برواية .." بنـات الرياض " والتي كنت قد قرأتـها في 2006 .. في نفس السنـة التي نشـرت فيها رواية .." بنات ايران " .. بالإنجليزية !

لذا فكرت بأنها قد تحمل نفس الفكـرة مجموعة من الفتيات .. لكن ماذا عنهن , وماهي مشاكلهنّ ....
هذا مالمـ أكن أخمنه .. فرغبتي بقرائتها ليس بهـدف معرفة أحوالهنّ بقدر ماهو رغبة في معرفة ( ماذا يقولون عن فتيات ايران ) !

أنتهيت من قرائتها يومـ الاربعاء الماضي , طبعا كانت مخالفه لتوقعـاتي فلمـ تكن لتتحدث عن مجموعة من الفتيات انما تحكـي قصـة كاتبتـها سيـرة شخصية كما عُبّر في نهاية الكتاب , وتجربتـها في الحيــاة  ...
لكنـها سُمّيت بـ " بنــات ايران " ظنـاً منها ان ما عانت منه قد عانى منه كل فتيــات ايران ..و لو كنت بالمنتدى لرأيت جملة ..( التعميمـ مرفوض ) :)          ...

هذه الأمور التي تطرقت لها بطلة الرواية والتي هي نفسـها الكاتبة .. أمور متواجده أيضا في مناطقنا العربيـة فليس هذا الأمر منحصر على ايران  ... !

مثل / ..
* المجتمع الذكوري الذي يُجوز للذكر كل شيء .. السفر للدراسة , السهر لأوقات متأخرة خارج المنزل.
* زواج الفتاة بـ سن صغير جدا بحيث يكون الفارق بينها وبين زوجها 20 سنـه أو أكثر ..
* غالبا ما يكون الزواج بالصورة التقليدية ..
* لو حدث خلاف بين الزوجيين غالبا لايقف أهل الزوجة مع ابنتهمـ خوفا من الطلاق .
* لو حدث طلاق فالأبناء يكونون من حق الأب بعد السنتين من العمر .
* دور الرقابة في منع كل ماهو مخالف للنظامـ او لأجهزة السافاك من كتب او دُور المسرحيات , السينما .

علما ان احداث الرواية أغلبها ترتكز على وقت الشـاه بما في ذلك الأمثـلة السـابقة حيث الملاهي الليلية , وترك الحرية للنسـاء من حيث تغطية الرأس من عدمـه ..؛

في الفصول الأخيرة تمـ التطرق الى حيث الانقلاب والثورة الاسلامية للامامـ الخميني (قدس) ومن ثمـ الحرب العراقية الإيرانيـة والتي استمـرت 8 سنــــوات .. !


حينـها كانت " آناهيد " صاحبة الرواية في امريكا حيث سـافرت الى هناك من زمن الشــاه وتزوجت من رجل يهودي ذو جنسية امريكية .. وكانت تزور ايران بين فتـرة وأخـرى ..

الجملة التي لمـ أنســاها في الرواية , وهي حينما عادت الى بلـدها وقت الثـورة حيث جميع النسـاء متشحـات بالســواد .. قالت : ( لا أستطيع ان أقول بأن البلد انتقل من الخير الى الشـر ) بل أقول ( انه انتقل من سيئ الى أســوء )  .. ؛ - ليس نصا بل بما معناه -

كذلك تعليقــها على صور الامامـ المنتشــرة في الأرجـاء حينـها ..!
تغييـر اسمـاء الشــوارع ونعتـها لهمـ بـ ( الاسماء الكئيبة ) كـ الشهـــداء !
انتقــادها للعزل بين الرجال والنسـاء في الاماكن العامة .. << مع ان هذه من الامور المستحيله في ايران :)!


أكثر شيء ارتحت له نفسيـا في الرواية هو عنـدما جائت بـ مسمى " بهشــت زهرا " ..
ومسمى الشهـداء  .. كونه يذكرني بـ خيابان شهداء حيث من فرط ما أسمع عنه تمنيت لو أرآه !

لو لاحظتمـ  فأنا لمـ أذكر أي شيء عن الرواية نفســها وأحداثــها .. فـ القصة وان كانت غير مشوقه فهي جميلة وبها فكرة جديدة حيث مفهومـ الغربة وهي في بيتها ومع أسـرتها ,, ومن جهة اخرى سفـرها الى امريكـا!

حيث كانت تراودها فكرة السفر واكمال الدراسة حتى لا تلقى مصيرها كما حدث مع اخواتها بالزواج من شخص لا ترغب به , او يكبرها بسنوات كُثر ..

كذلك مقولة .." كل ممنوع  مرغوب " .. حيث كانت تقرأ وتكتب عن أمور يعد التطرق لها اجراما ويعاقب عليه صاحبه , كذلك أختـها والتي تهوى التمثيل في المسرحيات ومخالفة والدها لها !
فهناك امر يعدّ مشهورا ..  حين تكبر الفتاة ولمـ تتزوج فهذا يعني انها تسـلك سلوكا غير سويّا ! ..
كـ التمثيل او الغنـاء ... ؛

الراوية في مجملـها ذات أسلوب بسيـط كذلك احتوائها على جزء مهمـ من تاريخ ايـــران .. ؛




:: انتهــــى ::





ربمـا الأغلبيـة قد سمـع عن هذه الروايــة لذا أتمنـى ان أحظـى بمعرفـة ماهي توقعاتكمـ عنــها ..؟
وهل كانت كما توقعتمـ من خلال التقرير او المراجعة التي وضعتــها ؟!


...   شكرا لكمـ  ...



السبت، 7 يناير 2012

عندما كنت في .."ضيافته " ..




سـلامـ الله عليكمـ  ..
آمل ان يكون الجميع بخيـــر  ؛



في الأيامـ الماضية تحديدا قبل وفاة الامامـ الحسن (ع)
وفقت في ضيـافته لمدة 5 أيامـ ؛
كانت ليالي ثريه وغنية بالبحث حول شخصية الامامـ سلامـ الله عليه  ..


لذا أحببت هنا ان أضيف بعض ما جـاء في تلك الليـالي .. وأتمنى ان يقرأه جميع رواد المدونة الكرامـ ؛
من ناحيـة أخرى أحببت ان احتفظ بنسخة له هنا :)

_____________


بسمـه نبـدأ .. 




" اللهم لك المن بما وفقتني وعرفتني بما أقمتني عليه إذ صد عنه عبادك وجهلوا معرفته ومالوا إلى سواه فكانت المنة منك علي مع أقوام خصصتهم بما خصصتني به فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي هذا مذكورا مكتوبا فلا تحرمني ما رجوت ولا تخيبني فيما دعوت " 
هل يعرف التاريخ الأمام الحسن وهل يعرفه؟
هل يعرفه شيعته ؟ 
هل يعرف الشيعة الدور الذي اختاره الأمام الحسن ؟ 
وماذا أراده ؟ وماذا تحقق من ذلك الدور ؟ 
وما هو حجم التضحيات التي قدمها ؟ 
حتى قيل أن يوم الساباط اعرق وأصعب من يوم ألطف ... أذن منذا يعرفه ؟؟
يعرفه من قال فيه " وجدتك بعضي بل وجدتك كلي " 
الأمام الحسن عليه السلام ورث عن ابيه ارض قاحلة تماما ميئوس منها فقد أصبح ممثلا عن الإمامة في وقت كان يشتكي أمير المؤمنين من جيشه وممن حوله ، فقد كان يقول عليه السلام في تفرق أصحابه عنه " اللهم أني مللتهم وملوني وسئمتهم وسئموني فأبدلني بهم خيرا منهم أبدلهم بي شرا مني " 
وفي موضع أخر يقول " ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها وأصبحت أخاف ظلم رعيتي استنفركم للجهاد فلم تنفروا ، وأسمعتكم فلم تسمعوا ، ودعوتكم سرا وجهرا فلم تستجيبوا ، ونصحت لكم فلم تقبلوا " 
نعم قلوب قاحلة وارض جرداء حتى كأن علي عليه السلام نفض يده من صلاحها .وعندما يشتكي علي عليه السلام فماذا يعني ذلك ..؟
أترى هل ندرك خطورة ماآلت إليه الأمة من خلل في المباني الفكرية والعقائدية والسلوك الاجتماعي . 
من هم أولئك الذين يشحنون قلب علي غيظ ؟ 
حيث يقول : جرعتموني نغب التهمام أنفاسا ..
نعم توالت على علي الإنسان الكامل علي الكرار ، علي من وقا رسول الله بنفسه.. على قالع باب خيبر... علي زوج البتول ، علي من عنده أم الكتاب ، علي من ردت له الشمس ... علي علي علي...توالت عليه كل تلك التهم المتتابعة تهمة وراء تهمة حتى قال إلى حد لم تتركوا لي مجال أتنفس فكلما قمت بشي تتهموني فيه ! 
وقد قال عليه السلام : 
"
أيها الشاهدة ابدأنهم ، الغائبة عقولهم ... صاحبكم يطيع الله وانتم تعصونه ، وصاحب أهل الشام يعصى الله وانتم تطيعونه . 
وهكذا كان الناس ارض جرداء تماما عندما مد يده الأمام الحسن عليه السلام ليبدأ الحرث من جديد ليبدأ الزراعة والإنبات من جديد ، نعم هو الذي قال لأصحابه وهو العارف بهم لولا أنني خرقت السفينة لولا أنني خرقتكم ما صلح منكم احد . 
فكم هي صعبة هذه المهمة وكم هو شاق هذا الدور بل تعبير صعب وشاق لا يفي بتصور ما تحمله الأمام الحسن عليه السلام فيا عجبا والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقهم عن حقهم ، 
لقد تحول الإنسان إلى ميتة كادت تدفن فقام أبي محمد عليه السلام ليختار الدور الأخضر بينما لم يكن أمامه إلا خيارين أما إبادة أو سلم وزراعه جديدة للإنسان ، أما إبادة العقيدة والقيم والمبادئ الإنسانية وأما حرث جديد وبناء جديد لعله يخرج منهم بعد حين اثنان وسبعون ينتصرون للإمام الحسين عليه السلام وبعدها ثورات وثورات إلى أن نرى في كل أقطار العالم في يومنا هذا كل هذا الفتح والنصر واخضرار القلوب ليكون مجتمعا قويا ثابتا مقداما يمتد عبر العصور وحتى الظهور الكامل للحق على يد الأمام الحجة ابن الحسن عليه السلام وعجل فرجه . 
هذه هي الخضرة التي أسس لها الحسن ابن علي عليه السلام هذا هو البرنامج الأصل الذي يدير عالم الوجود ... فحمرة الحرب والشهادة تحتاج إلى برنامج خلفي اخضر يديرها تحتاج إلى إعادة حرث للقلوب لتربوا من جديد . 
ولكن هذا الدور وطبيعته يحتاج إلى تضحيات عميقة وكبيرة فالتقطيع بالسيف على ألامه ومرارته أهون من تقطيع الكبد والقلب بسم التخاذل والاتهام والنكران واللوم والتسفيه و......
فقد قال لاصحابة ( يا أبا سعيد ، إذا كنت أماما من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفه رأيي فيما أتيته ملتبسا ، إلا ترى الخضر لما خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وأقام الجدار سخط موسى فعله لاشتباه الحكمة عليه ، حتى اخبره فرضي ، هكذا أسخطتم علي بجهلكم وجه الحكمة ، ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض احد إلا قتل ) . 
فقد قسم الناس قسمين : 
قسم كانوا من الأحباء لكنهم لا يعرفون ما حدث . 
وقسم وهو الأكبر والأوسع كانوا من الشامتين بالحسن وأبيه وجده 
يقول الشهيد مصطفى شمران تلميذ الأمام الراحل :أن المقولة التي تقول ( عند قرقعة طبول الحرب تعرف الرجال ) هي مقولة خاطئة أنما تعرف الرجال عندما تغلي دمائهم في عروقهم ويطلب منهم أن يتنازلوا عن حقهم حفاظا على دين الله رضا بقعود أمامهم ) . 
الأمام الحسن عليه السلام ذاك القرآن المتحرك ، ذاك من قال فيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ) 
ذاك الذي ينزل رسول الله من المنبر ويقطع خطبته ويحمله على كتفه ماذا يريد أن يقول لنا حجة رب العالمين .. 

يريد أن يقدم لنا لفة أساسية في الوصول إلى الله سبحانه وتعالى يريد ان يعطينا حلقة من حلقات النجاة ومرحلة من المحبة والولاء والعقيدة ويحمينا بصمام أمان عن الانزلاق و الانحراف . 
عندما يعتني بالحسن ويقوم إليه ويقول ( أنت مهجتي... أنت تفاحتي ...) ماذا يريد أن يقول إلا يريد أن يقول هذا أيضا حجة رب العالمين عليكم هذا صمام امانكم هذا سبب نجاتكم هذا طريقكم للوصول الى الله هذا حماكم من الانزلاق والانحراف ت احملوه على الأعناق اجعلوا قلوبكم مهدا له فهو منار وهادي لكم ذاك الذي يعتني به رب السموات والأرض حتى في لون مهده ذاك الذي كان خيمة للحسين عليه السلام 
من يقدر على تحمل تلك الغصة ويختار قرار ترك الحرب وهو يدرك ما يترتب على ذلك من عذابات أليس ذاك الذي يملك قوة نفسية لا مثيل لها ولا يتحملها إلا أمير المؤمنين حيث قال ( وجدتك بعض بل وجدتك كلي ) 
الم يقسم لهم ويكرر قسمه مرات ومرات " لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما والله لئن أسالمه وانأ عزيز أحب من أن يقتلني وانأ أسير أو يمن علي فتكون سبة على بني هاشم إلى أخر الدهر )
-
لذلك يقول ( سقيت السم مرات ومرات )
افتح قلبك لعالم أخ عالم هو الأصل وهو الأساس 
عالم هو غرض الأنبياء ... عالم يحملك إلى مقام العرش 
عالم يحملك إلى نور من عظمته سبحانه وتعالى يحملك إلى من عرج بروحهم إلى السماء ، افتح قلبك للحسن ابن علي عليهما السلام وأملاه حبا وموالاة ومعرفة بالحسن يخضر قلبك لترى بعين البصيرة والنور ما حولك لتكون في ركب المنتصرين مع أمام منصور من أهل بيت محمد صلى الله عليه واله وسلم . 

____________


أتمنى ان يكون الخط جيدا وواضحا بالنسبة لكمـ وكذلك 
التنسيق ,, في أي تدوينة أكتبها يهمني ان تكون القراءة مريحة , وان حدث خلاف ذلك أرجو ان تتكرموا بإخباري :) ..