إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

حينما تعبّـر "الأخـلاق" عنّا ..



:: بســم الله الرحمـن الرحيــم :: 


تقريبـا مع بدايـة شهـر رمضـان انتهيـت من قراءة هذا كتـاب "التعليمـ والتربية في الاسلامـ "  .. طبعا هذا الكتاب بالنسبـة لي جدا قيّـمـ ورائـع .. وممتع ؛

فليس كل كتاب يحمل مثل هذا العنوان يجـذبك للقراءة بشكل متواصل .. ومن اول صفحة الى اخر حرف به ..
طبعـا مضمون الكتـاب يختلف كثيـرا عمّا تنبـأت عنه من مواضيع , وربما من أسلـوب ...
فالمواضيع المطروحة جدا ثرية وعميقــة وبعيـدة عن المـألوف والمتوقع ..

الكتاب بصورة عامة وفي اغلب فصوله يتحـدث عن " الأخـــلاق " .. لكن الصورة التي تناولها بها هي التي اختلفت وهي التي ميزته ....



قبل قرائتي للكتاب كنت قد فكرت كثيرا حول الأخلاق ،، وتساءلت اكثر حولها ...
حتى فكرت بأن أدون عنها لكن وجدت بانها ستكون مليئة بالتساؤلات فقط
مثلا/ ماهو معيار الخلق ؟
على اي اساس يتم اكتساب خلق معين بسهولة عند فئة ، وعند نفس الخلق هناك صعوبة في اكتسابه عند فئة اخرى ؟...
هل الأخلاق أيضاً تتبع المصلحة في بعض الاحيان ؟ او ان الخلق يتجذر مع كل الظروف ؟!


نكتفي بهذا .. لندخل في صلب الكتاب :) //
قبل  تطرق الكتاب الى الأخلاق لدى الدين الاسلامي ، ذكر عدد من النظريات بداية لدى الفلاسفة السابقيين ونظرتهم حول الأخلاق .. 

احدهم مثلا ذكر :
ان الأخلاق تتكون من باب التكليف والمسؤولية اي ان الانسان ملزوم بان يتصف بالأخلاق الحسن من باب شعورة بالمسؤولية .
- وهناك من ذهب الى باب الحسن والقبح
- دفع الضرر وجلب المصلحة شخص يتصف بالصدق لماذا؟ لأني لو كذبت راح يكذبون عليّ
- من باب مثلا أنا اساعد لان سوف يأتي يوم وسأحتاج فيه للمساعدة! او أتألم لهم لأني سأتألم يوما ما ! (( هذا ذكرني بمقولة شهيرة لدينا"الدنيا دوارة" )) ...

هنا تذكرت عندما نكرر دائماً بان "هنا دين بلا أخلاق والدول الاخرى لديهم أخلاق بلا دين" ... 
فإذا حتى هم قد تكون اخلاقهم لهدف ولسبب معين ، حتى لو كانت صفاتهم الحسنة متأصلة بهم تبقى هناك نقطة الهدف او الغاية من هذه الأخلاق ،، فحتما هي لن تكون كما هي نيتنا لها ..

سأذكر بعضا من الصفات التي تطرق اليها الكاتب //

.." المحبة " .. 

هناك شخص قد اخطأ وتريد نصيحته ، وبنفس الوقت ان متردد ومتخوف من ان يفهمك خطا او ان يبغضك لذا تفضل ان تتنحى بالرغم من ان أمره يهمك  ؟! ..
هنا يقول الكاتب هذه لا تسمى محبة بل عداوة ، ولا بد من إعلامهم بما فيه خير لهم فبعد حين سيعلمون بانك لم تكن تريد سوى الخير لهم .. 


" عزة النفس" .. 

احد المتصوفة كان يقول انني فرحت كثيرا عندما كنت في السفينة وطُلب أحدا للاستهزاء به فلم يجدوا غيري ففرحت وعرفت  انني أحقر الناس في نظرهم !! 
فان يكون الانسان متواضعا لا يلزمه ان يكون حقيرا في نظر الأخريين .. 
قال امير المؤمنين سلام الله عليه " ليجتمع في قلبك الافتقار الى الناس والاستغناء عنهم " .. 
اي محتاج الى الناس بسلوكك معهم "سلوك المحتاج" .. وكذلك تشعر بعدم الحاجة اليهم وتتخذ سلوك المستغني عنهم بعزة نفسك وكرامتك ..

التكبر" ..

قد اكون خلطت بين الصفات وآمل ان لا يصيبكم ذلك بالتشتت ، لكني غالبا حاولت ان اجمع الصفات التي بها أمورا مغايرة .. 

غالبا الخُلق ننظر اليه بمطلقه , خلق الإيثار مثلا نظن بانه صفة حسنة في جميع الظروف والملابسات في حين انه ليس كذلك .. 

التكبر كمثال في حديث يقول "التكبّر مع المتكبر عبادة " بصورة عامة التكبر امر غير محبذ لكنه بهذه الصورة فهو مطلوب .. 
أيضاً بالنسبة للمرأة اذا كانت في حضرة رجل اجنبي عنه فعليها ان تسلك سلوك المتكبر .. 
طبعا اتخاذنا إياه من باب السلوك في موضع معين وليس من باب كخُلق بمطلقة .. 
كذلك بالنسبة الى الجُبن والبخل للمرأة .. 

بالنهاية الانسان له شخصية واحدة واخلاق متعارف عليها ، لكن أفعاله تختلف بحسب المكان والزمان ... 

مع أني ارى ان الشخص احيانا يتصف بصفات حسنة معينة تضل ثابتة متجذرة مهما اختلفت المواقف 
مثلا شخص كريم مع كل الناس مع ان في بعض الاحيان عليه ان يكون بخيلا مع احدهم سلامة لصحته مثلا ! لكنه ايضا اعتاد على ان لا يرد أحدا ..
ولربما كان في الأخلاق شيئا من التعود عليها ..؟!

كان ذلك جزء بسيط من الكتاب حيث كنت أقرأ واكتب بعض الملاحظات 
كان ذلك فقط مع بداية الكتاب وربما قبل منتصفه .. 



معذرة على رداءة التنسيق فهذا يحدث عندما انسخه من مكان الى هنا ..! 


وتصبحون على خيرات من الله وبركاته ..    



الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

بين العمل وطلب " العلمـ " .. ؛



:: بسـمـ الله الرحمن الرحـيمـ ::  






تمـ قبـوله في سي بي سي ارامكـو , ومع ان مجال العمل فيه مضمون ومرموق (لدى البعض)! , الا انه رفض !
 بحجة انه لا يفكر بالحصول على " وظيفة " فقط وانتهى الأمر... 

بل يفكـر في دراسة تخصص يصبو إليه , راغبا به .. وتمتـد الدراسة به الى الماستر والدكتوراه ..
تفكـير جميل وربما رائع .. وان كنت اخشـى ان ملهيـات الحيـاة , وضغوطاتها قد تسلبه شيئا من قنـاعاته ! .. 
فهـذه الحيـاة حقـا .. "لن ترحمـ من يفكر بهكذا منطق "..؛

مازلت أفكـر هل علينـا ان ندفـن انفســنا في .. العمل والعمل فقـط ؟!  ..اقصـد ذاك العمل الروتيني والذي غالبا لا يقدّمـ ولا يؤخر .. وايا كان نوعه .. المهمـ اننا من خلاله لا نبـدع ولا نتطـور ..
 بل يمتـد في احيان كثيرة الى سـلبه منا الكثير من الهوايات ,, الامور التي نحب ..
 وتحـديدا  زيادة سعـة العلمـ والمعرفـة  .. الخوض في اي مجال نوده..
اوحتى مجرد القراءة ..

ليس فقط لانه يستهلك جزء من يومنـا بل لان الكثير لديه قنـاعة انه لا يستطيـع ان يجمـع بين أمرييـن معـا ..!
خصوصا مع امر يأخذ نصيب الاسد من الحيـاة .. 

ومن جانب آخر تلك المورثات التي لو دققنـا لتعجبنـا منها ... 
فالشاب يترعرع بتلك الفكرة التي تسـود عقله , وهو ان يدرس ليعمل .. ليكون نفسها ومن ثمـ يكون أسرته ... وانتهى!
والفتاة كذلك لولا ان الوضع اختلف في السنوات الاخيرة فأصبحت بدل ان تنتظر فارسها احلامها .. هي الاخرى 
تنتظر وظيفتـها  ... 

حتى ان الاغلبيـة لمـ يعودوا يفكـروا بأن يتخصصوا في تخصصات يرغبون بها .. بل مايرغب به سوق العمل
والوظائف المطلوبة والمرغوبة  .. 

" العمل " .. ضرورة وامر لابد منه , بل في احاديث هناك تفضيل كثير له ..
خصوصا لما له من صون للنفس من الابتذال, وحفظ ماء الوجـه  .. 

لكن لما أشعـر وكأننا خُلقنـا لاداء امر معين فقـط  ..
بالتـالي وكأننا نعيش حيـاة واحـدة .. 
حياتي لاتختلف كثيرا عن حيـاتك كل منا لديه امر مكفول به ويؤديه ... 
وان كان مشكـورا لذلك ...
ربما اختـلافنـا في النظـرة التي ينظـر بها كل واحد منا الى حيـاته .. 
كما انه ايضا بالامكان العيش اكثر من حيـاة في حيـاة واحـدة ..؛
بالاضافات التي تضفيها .. بالتغييرات التي تجريها ليس فقط عليك بل يشمل من حولك ايضا .. 

( شطّحت ) بعيدا قليـلا ..!!

افكـر بمستقبلـي المهني اولا .. وان تعبت بداية!
او اضربه بعرض الحائط فميولي أولا .. وان لمـ احصل على وظيفة تلائمـ وطموحي !

او يجمع بين الأمريين ..
احد اقربائي يعمل في ارامكو .. وفي كل عطلة يذهب الى ايران لمواصلة طلب العلمـ  .. 
غايته فقط العمل بما يؤمن له الحياة الكريمة .. ومن ثمـ تركه  
والتوجه لإستئنـاف ما كان قد بدأه من مواصلة علمه .. 

"العمل" ..لاينتهي على كل حال .. و
"العلم" بكل فروعه ومجالاته .. ايضا لا ينتهي لكن بالمقابل هو يصنعك 
ربما في كل يومـ يجعلك تشعـر وكأنك تعيـش حيـاة كريمة .. تشعرك بكينونيتك الخاصة بك .. 

ربما الشيء الجميل في " العمل " هو جانب المشاركة والتجاذب ..
مساهمة في البناء .. مسـاعدة المجتمع والآخريين ..
طبعا ان كان العمل يستدعي ذلك.. ويستحـق ! 

" العلمـ " يكون بينك وبين نفسك بداية .. بعدها
ينتشـر ويستفيد الاخريين منه .. او يبقى جليسا بينك وبينك ..
بالنهاية يبقى هو الشيء الذي اخترته ..لنفسـك 

العمل تملّ منه وان كان هو طموحك وما كنت تصبو اليه .. 
اما العلمـ فلا ملل منه ولا كلل ما دامت الرغبة منصهرة بذاتك ... 

أخيـرا .. ليست غاية تواجدنا للعمل لاخر العمر ..
خصوصا ان كان مسببا للجمود ولا يدعو لأي تفكّر او تدّبر .. 



وشكـــرا ... 
واعـذروا تأخـري في التدوين  :) ..