إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

بين العمل وطلب " العلمـ " .. ؛



:: بسـمـ الله الرحمن الرحـيمـ ::  






تمـ قبـوله في سي بي سي ارامكـو , ومع ان مجال العمل فيه مضمون ومرموق (لدى البعض)! , الا انه رفض !
 بحجة انه لا يفكر بالحصول على " وظيفة " فقط وانتهى الأمر... 

بل يفكـر في دراسة تخصص يصبو إليه , راغبا به .. وتمتـد الدراسة به الى الماستر والدكتوراه ..
تفكـير جميل وربما رائع .. وان كنت اخشـى ان ملهيـات الحيـاة , وضغوطاتها قد تسلبه شيئا من قنـاعاته ! .. 
فهـذه الحيـاة حقـا .. "لن ترحمـ من يفكر بهكذا منطق "..؛

مازلت أفكـر هل علينـا ان ندفـن انفســنا في .. العمل والعمل فقـط ؟!  ..اقصـد ذاك العمل الروتيني والذي غالبا لا يقدّمـ ولا يؤخر .. وايا كان نوعه .. المهمـ اننا من خلاله لا نبـدع ولا نتطـور ..
 بل يمتـد في احيان كثيرة الى سـلبه منا الكثير من الهوايات ,, الامور التي نحب ..
 وتحـديدا  زيادة سعـة العلمـ والمعرفـة  .. الخوض في اي مجال نوده..
اوحتى مجرد القراءة ..

ليس فقط لانه يستهلك جزء من يومنـا بل لان الكثير لديه قنـاعة انه لا يستطيـع ان يجمـع بين أمرييـن معـا ..!
خصوصا مع امر يأخذ نصيب الاسد من الحيـاة .. 

ومن جانب آخر تلك المورثات التي لو دققنـا لتعجبنـا منها ... 
فالشاب يترعرع بتلك الفكرة التي تسـود عقله , وهو ان يدرس ليعمل .. ليكون نفسها ومن ثمـ يكون أسرته ... وانتهى!
والفتاة كذلك لولا ان الوضع اختلف في السنوات الاخيرة فأصبحت بدل ان تنتظر فارسها احلامها .. هي الاخرى 
تنتظر وظيفتـها  ... 

حتى ان الاغلبيـة لمـ يعودوا يفكـروا بأن يتخصصوا في تخصصات يرغبون بها .. بل مايرغب به سوق العمل
والوظائف المطلوبة والمرغوبة  .. 

" العمل " .. ضرورة وامر لابد منه , بل في احاديث هناك تفضيل كثير له ..
خصوصا لما له من صون للنفس من الابتذال, وحفظ ماء الوجـه  .. 

لكن لما أشعـر وكأننا خُلقنـا لاداء امر معين فقـط  ..
بالتـالي وكأننا نعيش حيـاة واحـدة .. 
حياتي لاتختلف كثيرا عن حيـاتك كل منا لديه امر مكفول به ويؤديه ... 
وان كان مشكـورا لذلك ...
ربما اختـلافنـا في النظـرة التي ينظـر بها كل واحد منا الى حيـاته .. 
كما انه ايضا بالامكان العيش اكثر من حيـاة في حيـاة واحـدة ..؛
بالاضافات التي تضفيها .. بالتغييرات التي تجريها ليس فقط عليك بل يشمل من حولك ايضا .. 

( شطّحت ) بعيدا قليـلا ..!!

افكـر بمستقبلـي المهني اولا .. وان تعبت بداية!
او اضربه بعرض الحائط فميولي أولا .. وان لمـ احصل على وظيفة تلائمـ وطموحي !

او يجمع بين الأمريين ..
احد اقربائي يعمل في ارامكو .. وفي كل عطلة يذهب الى ايران لمواصلة طلب العلمـ  .. 
غايته فقط العمل بما يؤمن له الحياة الكريمة .. ومن ثمـ تركه  
والتوجه لإستئنـاف ما كان قد بدأه من مواصلة علمه .. 

"العمل" ..لاينتهي على كل حال .. و
"العلم" بكل فروعه ومجالاته .. ايضا لا ينتهي لكن بالمقابل هو يصنعك 
ربما في كل يومـ يجعلك تشعـر وكأنك تعيـش حيـاة كريمة .. تشعرك بكينونيتك الخاصة بك .. 

ربما الشيء الجميل في " العمل " هو جانب المشاركة والتجاذب ..
مساهمة في البناء .. مسـاعدة المجتمع والآخريين ..
طبعا ان كان العمل يستدعي ذلك.. ويستحـق ! 

" العلمـ " يكون بينك وبين نفسك بداية .. بعدها
ينتشـر ويستفيد الاخريين منه .. او يبقى جليسا بينك وبينك ..
بالنهاية يبقى هو الشيء الذي اخترته ..لنفسـك 

العمل تملّ منه وان كان هو طموحك وما كنت تصبو اليه .. 
اما العلمـ فلا ملل منه ولا كلل ما دامت الرغبة منصهرة بذاتك ... 

أخيـرا .. ليست غاية تواجدنا للعمل لاخر العمر ..
خصوصا ان كان مسببا للجمود ولا يدعو لأي تفكّر او تدّبر .. 



وشكـــرا ... 
واعـذروا تأخـري في التدوين  :) .. 



هناك 9 تعليقات:

  1. السلام عليكم و رحمة الله ،
    عودا حميدا ..

    المقالة جيدة جدا و فيها تساؤلات و تأملات و لكنها تعج بالتعميمات المبنية على افتراضات الكاتبة نفسها ، كمثال :
    لماذا افترضت ان اصحاب الاعمال يملون من اعمالهم خاصة انك قلت انهم كانوا يطمحون لها بالعكس الكثير من الرسامين و الخطاطين و الممثلين و غيرهم الكثير يستمتع بعمله الى اخر رمق من حياته ..
    و في الجهة المقابلة لم افترضت ان العلم لا ملل منه و لا كلل حتى موجود الرغبة ، و قد ضربت لكم امثال كثيرة لعلماء الطبيعة ممن اصابهم فعلا الملل و ان كنتم تقصدون علماء الدين فالكلام يجري عليهم ايضا فكم من علماء الدين مثلا تحولوا الى صوفية او الى انشطة اخرى لانه مل البحث في القيل و القال ، و اخيرا من خلال معايشتي للعشرات من هؤلاء العلماء ارى انه بعد 10 سنوات الى 15 سنة يخبو ذلك الحماس و يكتفون بامامة الناس او غيره و ان استزادوا في العلم فاستزادة على طريقة المثقفين (اعني القراءة العامة) و ليس التعمق في البحث الاصولي او الفلسفي و غيرها من المباحث الحوزوية ..

    كنت اريد التفصيل و لكن ساكتفي بهذا القدر ،
    اخوك علي

    ردحذف
    الردود


    1. وعليكم سلام الله ورحماته ..

      في نقطة العلم لا أظن باننا نختلف كثيرا ، فلم اكن اقصد التعمق بعلم معين لدرجة الملل منه ، بل عنيت مطلق العلم ..
      وان كان هناك تعمق حول علم معين حتى الملل لا باس من الانتقال الى اخر ، فابواب العلم كثيرة والاغتراف منه يكاد لا ينتهي! ..

      اما العمل فافتراضي بسبب ان تكرار نفس العمل يوميا يقتل الجمال به والذي كنا مأخوذيين به ...
      ام الرسم او التمثيل فاعتقد ان الوضع هنا يختلف ربما لانها تمثل أيضاً جزء من الموهبة ..


      تمنيت ان اقرأ وجهة نظركم حول الموضوع بصورة عامة ،.. فما اكتفيتوا به من تعقيب لم يخلو من تساؤلات وان كانت تصب بالموضوع ..

      كما ان المجال مازال مفتوحا ان رغبتم بالعودة ..

      جزيل الشكر لكم اخي الكريم ..

      حذف

  2. التوازن مطلوب بين الرغبة والسوق .. مو اختار رغبة وبعدها احتمال الوظيفة فيها نادر !!
    على العموم / بالنسبة لي الشغل مو مجرد وظيفة .. بل كيان وطموح وحياة .. يمكن يكون للولد أكثر بحكم هو المسؤؤول ، لكن أشوف حولي بنات كثار يتغربون عشان الوظيفة وهم مو محتاجين ومتزوجات !! .. ومع احترامي للكل لكن ماعاد شيء تملكه في الحياة الا شغلك ووظيفتك حتى الزواج في الوقت الحالي ماعاد تملكه البنت !!
    جلسة البيت بعد شهادة محترمة .. تخليك تشعر ان دراستك فاضي ومتخلف وكل حاجة .. حتى لو كنت كامل بكل شيء ثاني !!

    ردحذف
    الردود

    1. السلام عليكم ورحمة الله ..

      ربما لا نستطيع ان نلغي ان هناك رغبات عديدة لمهن غير متوفرة او انها موجودة بشكل محطم للدارس ..
      بالنسبة للفتيات المسألة بها هي قناعات بالدرجة الاولى ، ولان بالسنوات الاخيرة اساسا الفتاة اصبحت لا تتخصص الا بوجود ضمان الوظيفة لها .. لكن حتى الفتاة هي بنفسها من تقدر وضعها وامكانياتها والاهم تقدير الأولويات في حياتها ...

      لان بنفس الفترة التي تعلقت فيه الفتاة بوظيفتها .. كثرت معها حالات الطلاق ...
      طبعا لا اقول انه سبب مباشر .. لكن حتما حياتها ستتغير بتواجد

      حذف
    2. ثقل اخر لها تعتمد عليه في حياتها ..
      شكرًا جزيلا لك احمد .. ووفقك الله ،

      ((وعذرا لان الرد بعث على جزئين )) ...



      وجمعة مباركة جميعا ...

      حذف
  3. ايمن الظفيري13 سبتمبر 2012 في 3:24 م


    السلام عليكم
    المرء بحاجة لأمرين ، العيش وفق المبادئ التي هو مقتنع بصحتها و ان يملتلك المرونة لغير مجال عمله او تعلمه متى ما تسلل الملل لنفسه و كلهما صعب كما أظن ؛ فما نؤمن بصحته و نحاول العيش على أساسه يتم تشكيك فيه لكونك جزء من المحيط الكوني فتنفي زمنا من عمرك محاولا اما إثبات ما كنت مقتنعا به او التأكد من الطرق السليمة او الاكثر سلامة لتكمل حياتك.
    ومن جهة اخرى - بخصوص العمل - فليس الامر بيد الانسان ان لا يمل ما كان يعشق من قبل ، كما انه ليس بيده دائماً التحول لما يظن ان انسه

    ردحذف

  4. وعليكم السلام .. استاذ ايمن
    وربما بالنهاية نصل الى انها الحياة ولابد فيها من الكد والكدح ..
    فليس كل ما نريده نحصل عليه او من الصعب اجتماع كل وسائل الراحة فيها لدى الشخص الواحد..
    افضل شيء ان يسعى الانسان الى تكيف نفسه والى القناعة مرات أخرى ..

    شكرًا لك ..

    ردحذف
  5. النبيل والنابه هو من يحرص على طلب العلم حتى ولو كان على رأس عمل

    العمل ليس كل شيء .. بل العلم هو الأساس وبه تُصقل الروح الإنسانية والحضارة الإنسانية .. معرفة الله بحاجة إلى علم .. والعلم مطلوب في عملية التدبر والتأمل بل هو من موجباتها

    نعم اكدح لكن لا تكبح جماح طلب العلم .. ولو بالقراءة ..

    ولعل من أبرز أسباب تخلف الشعوب العربية هو تهميشها للعلم واهتمامها بلقمة العيش فقط وفقط

    دمتِ بسعادة .. وعلى فكرة ستايل المدونة الجديد رائع ويشرح النفس

    ردحذف
  6. السلام عليكم ..

    لعلي لا اجد ما أضيفه فاتفق مع اغلب ما تفضلت به إذ لم يكن له ..
    كما لا ننسى كثرة الروايات التي تحث على ضرورة التعلم وما للعلم من فضائل لا تحصى ..

    شكرًا جزيلا لكرم تواجدك .. وسعيدة لان الستايل أعجبكم ..
    فقد كان يهمني ان اسمع ولو رأيا حوله :)



    ردحذف