:: بسمـه تعـالى ::
ما قبل قراءة الخيميـائي ..؛
بقـدر ماقرأت عن جمالها .. وعن شهـرتها
وان كل من تكلمـ عنها لا بد ان يمدحها وربما يمجدها ..!
وكما كتب على غلافها .. "من روائع الادب العربي" ..؛
آثرت الا احرمـ نفسـي من متعة قرائتـها ..
لكن ثمة شيء يمنعنـي عنها .. فما ان اذهب الى مكتبة ما , الا وتبؤ محاولات البحث عنها بالفشل
ومر وقت ليس بالقصير على هذه الحالة مع رغبة ملحة مني لقرائتها ..
فلا تكاد تدخل الى اي صفحة على النت لها علاقة بأفضل الروايات .. الا ولابد من سيـرة " الخيميـائي " ..!
ومع مرور ذلك الوقت وجدت رواية .."الظاهر" .. او الزهير .. الرواية التي تحدثت عنها في التدوينات السابقة هنا ..
والتي هي لنفس الكاتب ..
بعد ذلك كان قد مر حقا وقت طويل حتى صرفت النظر عنها .. الغريب !
انني بدأت كلما توجهت الى مكتبة ما .. أجدها امامي .. لكن شيئا ما يجعلني لا أعيرها تلك الاهمية ..
ولا افكر حتى تفكير جدّي باقتنـائها ..!
حتى الخميس الماضي ..وجدتها في مكتبة للقراءة والاستعارة ..
حينها فكرت بأخذها لان كان بامكاني ان آخذ معها كتب أخرى ..؛
.. بعد قرائتـها ؛
اولا الحمدالله اني لمـ اضيع وقتا طويلا برفقتـها .. كان بالامكان الانتهاء منها في يومـ على اكثر تقدير
لكن لانشغالي بعطلة نهاية الاسبوع ..قضيت ليلتين في قرائتها ..؛
عادة اذا قرأت او شـاهدت ما لايعجبنـي ..
لا افكر ان اكـتب عنه شيء .. لان غالبـا ليس لدي ما اكتبـه ..
لكن هذه المرة أصريت ان أكتب عنها ...
من هول ماقرأنا عن روعتـها .. حتى في اكثر الروايات والتي يتفق الاغلبية على روعتها ..
تجد واحد او اثنـان ينتقدونـها او يذمونـها ..
الا هذه الرواية .. مع ان هناك شخصان اخبروني بما معناه " انها لا تستحق كل هذا " ..
على كلا انا لست نادمة على قرائتها .. لانك تود احيانا ان تأخذ فكرة عن الكتب الاكثر رواجا او اعجابا ..
وحتى من اعجبتهمـ حتما لهمـ اسبـابهمـ ..؛
بل احيانا اعجـابنا بعمل ما .. يعتمـد ايضا على نفسياتنـا وقتـها ..
اتذكر حينما قرأت .."الظاهر" ومع انني لمـ اقرأ عن اعجاب الكثيرين بها .. الا انها اعجبتني كثيرا !
وفكـرت عندما انتهيت من قراءة " الخيميائي " لو اني قرأتها الان عوضا عن الاخيرة هل ستعجبنـي كما
كنت قرأتها في ذاك الوقت ..!
لأتطرق ولو قليلا عن محتوى " الخيميـائي " ..
بطل الرواية هو راعٍ كثير القراءة , يعيش حياته كما الاخريين .. او هكذا نظن للوهلة الاولى
بعد ذلك تتغير حياته وتنقلب رأسا على عقب عندما يأتيه احدى الملوك بهيئة رجل عادي ..
ليخبره بأن هناك كنز بانتظاره بالقرب من اهرامات مصر ..
وفي رحلتـه عليه ان ينتبـه لكل " اشارة " تحدث معها فهي ليست (صدفة )!
وان ينتبـه للاشخاص الذين يقابلهمـ فهمـ مثلـه يحـاولوا ان يبحثوا عن ..اسطورتهمـ الشخصية ..
كذلك ليس عليه ان لا ينسى ان كل شيء ..مكتوب .. وقد كتب باليد ذاتها !
واهمـ جملة بالكتاب (( اذا أردت شيئا ما , فان العالمـ كله سيطاوعك لبلوغه ))
ذكرني بقـانون الجذب .. بكتاب السـر ؛
من قرأ الرواية سيلحظ تكرار في مفردتي " روح العالمـ " .. و " اسطورتك الشخصية " ..
اي ان كل شخص على الأرض لديه اسطورته الشخصية لكن ليس الجميع قادر على ان يكتشـف أسطورته ..
بصورة عامة من قرأ او يقرأ لـ باولوكويلهو سيلحظ اهتمامه بجانب الروح ..
وتركيزه على الجانب الداخلي للانسان ومكنوناته ..
فيما قرأت لاحظت انه لايهتمـ كثيرا بسـرد تسلسل معين للرواية او حبكة معينة
بقدر اهتمامه ووقفاته على ذاك الجانب .. ؛
فحتى رواية " الخيميائي " باعتقادي ان فكرتها جميلة لولا تلك المقاطع المملة في رحلتـه ..
خصوصا في الصحراء وعند مقابلتـه للخيميائي .. وحتى نهايتـها ؛
بالمناسبة " الخيميائي " تعني الشخص الذي يقومـ بتحويل اي مادة الى ذهـب ..
كما ان اسمـ الرواية ليست على اسمـ البطل الذي هو بالاساس راع انما باسمـ الشخص الاخير الذي يساعده للوصول الى كنزه ..
ومع ذلك كله لايعني ان هناك بعض الوقفـات الجميلة والمؤثرة احيـانا في الرواية ..
مثل //
(( السفر يسـاعدنا باستمـرار على اكتسـاب اصدقاء جدد دون ان نكون مضطرين الى البقاء معهمـ يوما بعد يومـ ))
((ان كل مانخشاه هو فقداننا ما نملك , بيد ان هذا الخوف يزول عندما ندرك ان تاريخ العالمـ كتب باليد ذاتها ))
(( ان الخوف من الالمـ هو اكثر سوءا من الالمـ ذاته ))
والسلامـ .. :)